الجمعة، 31 أكتوبر 2014

بين الرقية والتوكل !!

والسؤال ان الله  جل جلالة قال في كتابه ان في القرآن شفاء ورحمة قال تعالى :(وننزل من القران ماهو شفاء ورحمه ) وكلمة شفاء جاءت مطلقة !! وفي نفس الوقت يأتي حديث الرسول صل الله عليه وسلم أن المسترقي مستثنى من السبعين ألفا الذين سيدخلون الجنة بغير حساب كما جاء في الحديث الشريف، فهل معنى ذلك أن في هذا تعارض وتضارب وهل الرقية مكروهة أو محرمة؟
للاجابة على هذا السؤال :
قبل ان اتطرق لاقوال  العلماء المتفرقة حول العلاج بالقرآن والرقية الشرعية وحول الإصابة بالعين والسحر والمس 
فيجب ان نذكر بالايات التي جاءت في هذا الخصوص وهي : 

وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)الإسراء(82)
------------------------------------------------
2-(قل هو للذين ءامنوا هدىً وشفاء" فصلت) (44)
---------------------------------------------
3-(يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين)يونس(10)

--------------------------------------------------
4-(ويشف صدور قوم مؤمنين) التوبة ( 14)
-------------------------------------------------
5-(وإذا مرضت فهو يشفين) الشعراء (80)
-------------------------------------------

*يقول ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي :

وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها . بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل ، فإن تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب والا كان معطلا للحكمة والشرع ، [[فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا أ.هـ.]]

*ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز بأن الاسترقاء لمن احتاج له لا يخرج المسلم من اللحاق بالسبعين ألفا حيث أنه مـحتاج للرقية ، ويرى رحمه الله تعالى استحباب العلاج من المرض أ.هـ. 

*شيخ الإسلام ابن تيمية سأله سائل هل العلاج بالقرآن والرقي مشروع فأجابه ( أنه من أفضل الأعمال وهو من أعمال الأنبياء والصالحين فإنه مازال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بني آدم بما أمر الله ورسوله ) مجموع الفتاوي (19/56-57)

*قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهى نوعان أحدهما: حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور والثاني:النشرة بالرقية والتعوذات والأدعية والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز.


*يقول الشيخ عبدالله بن جبرين : الصواب أنه يجوز استعمال الرقية من كل قارئ يحسن القرآن ويفهم معناه ويكون حسن المعتقد صحيح العمل مستقيما في سلوكه، ولا يشترط إحاطته بالفروع ولا دراسته للفنون العلمية ، وذلك لقصة أبي سعيد في الذي رقى اللديغ قال : وما كنا نعرف منه الرقية أو كما قال ، وعلى الراقي أن يحسن النية وأن يقصد نفع المسلم ولا يجعل همه المال والأجرة ليكون ذلك أقرب إلى الإنتفاع بقراءته ، والله أعلم أ.هـ.

*ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين : الذي أرى أنه لا يشترط أن يكون من أهل العلم إذا كان حافظا لكتاب الله معروفا بالتقى والصلاح ولم يقرأ إلا بالقرآن أو ما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا بأس، وليس من شرطه أن يكون عالما ، وبعض العلماء يكون عالما لكن في القراءة يكون أقل من الآخرين أي من بعض الناس ا.هـ. 

*يقول الإمام ابن حجر رحمه الله: (وتكون العين بإعجاب ولو بدون حسد، وتكون من الرجل المحبّ وتكون من الرجل الصالح..)

*قال ابن القيم: (وقد يعين الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته).

*قال ابن القيم: (ومن علاج ذلك ـ دفع ضرر العين ـ أيضاً والاحتراز منه: ستر محاسن من يخاف عليه من العين بما يردها عنه). 

*قـال القرطبي: (إن الرجل الصـالح قد يكون عائنـاً، وأن هذا ليس من بـاب الصـلاح ولا من بـاب الفسـق في شيء) 

*قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من وجد في نفسه حسداً لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر فيكره ذلك من نفسه )


*قيل للحسن البصري: أيحسد المؤمن؟ فقال : ما أنساك إخوة يوسف، لا أباً لك، ولكن غُمّهُ في صدرك، فإنه لا يضرك ما لم تَعْدُ به يداً ولا لساناً ) 


*قال بعض السلف: ( الحسد أول ذنب عُصي به الله في السماء، يعني: حسد إبليس لآدم عليه السلام، وأول ذنب عُصي به الله في الأرض يعني: حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله)

*يقول ابن القيم في الزاد : لو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى مع هذه الأرواح الخبيثة ، وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكن الامتناع عنها ولا مخالفتها ومنها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه مصروع حقيقة أ.هـ.

*قال القرطبي: (من عرف بالإصابة بالعين منع من مداخلة الناس دفعاً لضرره، وقد قال بعض العلماء: يأمره الإمام بلزوم بيته، وإن كان فقيراً رزقه ما يقوم به، ويكف أذاه عن الناس، وقيل إنه ينفى، وحديث مالك الذي ذكرناه يرد هذه الأقوال، فإنه عليه السلام لم يأمر في عامر بحبس ولا بنفي، بل قد يكون الرجل الصالح عائناً، ولا يقدح فيه ولا يفسق به، ومن قال يحبس ويؤمر بلزوم بيته فذلك احتياط ودفع ضرر، والله أعلم).81 


*وقال ابن مفلح: (وللإمام حبس العائن، ذكره في "الترغيب"، وفي "الرعاية": من عرف بأذى الناس حتى بعينه ولم يكف حُبس حتى يموت؛ فظاهره يجب أويستحب لما فيه من المصلحة وكف الأذى، ونفقته من بيت المال، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحبسه، وفي "الأحكام السلطانية": للوالي فعله ليدفع ضرره لا للقاضي.

*قال القاضي عياض: ينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس، ويأمره بلزوم بيته، ويرزقه إن كان فقيراً، فضرره أشد من ضرر آكل الثوم والبصل الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم دخول المسجد، ومن ضرر المجذوم الذي منعه عمر والعلماء بعدم الاختلاط بالناس، ومن ضرر المؤذيات من المواشي التي يؤمر بتغريبها، بحيث لا يتأذى بها أحد، قال أبو زكريا النووي: هذا صحيح متعين لا يعرف من غيره تصريح بخلافه).82

الخلاصة : الاخذ بالاسباب احد ركائز الدين ويليها التوكل فأستنادا على قاعدة( اعقلها وتوكل) اي قبل التوكل هناك اجراء وعمل ثم توكل امرك لله !! والرسول  صل الله علية وسلم لم يجلس في مسجده في غزوة الخندق ويدعي ويقول انا متوكل على الله وهو سيد الخلق واصدق البشرية توكلا على الله انما قام المصطفى صل الله علية وسلم بتحصين المدينة المنورة بالخندق وجهز الجيش وشد الهمم للدفاع عن مدينته !! كما ان سيدنا عمر رضي الله عنه عندما اقبل على بلاد الشام وكان بصدد المرور على قريه من القرى في طريقه قيل له ان فيها وباء فتوقف ولم يدخل الى تلك القرية فقيل يابن الخطاب اتخاف قدر الله قال ابن الخطاب أفر من قدر الله الى قدر الله !! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق